-تعزيز السلوك التنظيمي الإيجابي لدى العاملين.
بدايةً، دعونا نتحدث عن السلوك التنظيمي بشكلٍ عام.
السلوك التنظيمي يعتمد على عدد من المحددات التي تتعلق بالفرد والجماعة. فإطلاع الإدارة على مستويات شخصيات العاملين، إدراكهم، دوافعهم، ومدى ثقافتهم يمكن أن يمكّن المنظمة من التنبؤ المسبق بسلوك الأفراد وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف المنشودة. ومن جهة أخرى، معرفة الإدارة بالتنظيمات الرسمية وغير الرسمية والصراعات الداخلية ضمن الجماعات يمكن أن تساعد في تحويل الصراع إلى منافسة محفزة، مما يزيد من الإنتاجية ويعزز روح التعاون بما يخدم التنظيم.
أما بالنسبة لمحددات السلوك على الفرد، فهي من المعلومات الهامة التي تحتاجها إدارة المنشأة في العصر الحديث، وتشمل سلوك الفرد وعوامل تأثيره. استنادًا إلى البحوث والدراسات التي أجريت، وُجد أن هناك عدة عوامل داخلية تؤثر في الفرد، منها: الشخصية، الإدراك، الاتجاهات، الدوافع، والقيم.
نأخذ لمحة عن كل واحدة منها:
1. الشخصية: تتكون من الخصائص المميزة للفرد التي تؤدي إلى استجابات منسقة للمؤثرات البيئية من حوله. وقد أوضح الدكتور خليفة بركات في كتابه "تحليل الشخصية" أنه يمكن تعريف الشخصية بأنها تُعتبر الطابع الثابت للتنظيم التكاملي لصفات الفرد، الناتج عن التفاعل المستمر بين استعداداته ومكوناته الجسمية والعقلية، سواء كانت موروثة أو مكتسبة، وبين المثيرات ان كان لها أسلوب تتفرد به ويميزها عن غيرها فيه عدا عن التكيف مع البيئة المحيطة بالفرد.
2. الإدراك: وهو عملية سيكولوجية فكرية ومعرفية يستخدمها الإنسان لاختيار، تنظيم، وتفسير المعلومات المُستقبلة من البيئة المحيطة عبر حواسه التي تختلف ومن ثم يقوم بترجمتها الى معاني ومفاهيم تساعده على تحليل وتحديد أنماط واشكال السلوك الإنساني.
3. الاتجاهات: تعرف على أنها الميول أو الاستعدادات الذهنية والعصبية للفرد، والتي تُنظم بناءً على خبرته الشخصية. الاتجاهات تحكمها معتقدات ورؤية الفرد تجاه موضوع معين، ويعبر رأيه عن اتجاهاته سواء كانت سلبية أو إيجابية.
4. الدافعية: وهو مصطلح عام يتم استخدامه لكي يشير إلى العلاقة الديناميكية بين الإنسان والبيئة المحيطة، ويشمل العوامل الفطرية والمكتسبة، الشعورية واللاشعورية، الخارجية والداخلية. وكل ما يحث على النشاط الحركي او الذهني وهي تقوم بالحفاظ على عملية استمرارية السلوك حتى يتم تحقيق الهدف المرجو تحقيقه وبهذا ان مصطلح الدافعية لا يشير الى حالة محددة بل يقوم بالاستدلال على الدافعية من سلوكيات الكائنات الحية التي تحيط بالفرد وفي المواقف المختلفة لأن هذه الكائنات جميعها لا تقدم نفس ردة الفعل للمواقف التي تتشابه.
أما بالنسبة للسلوك الإنساني، فهو يُوصف بأنه التصرفات والأفعال التي تصدر عن الفرد أو الأفراد في المواقف الاجتماعية المختلفة. هذا السلوك يتسم بتنوع أشكاله وأنماطه، ويُعَرَّف بأنه كل ما يصدر عن الإنسان من استجابات أو ردود أفعال أو تصرفات نتيجة التعرض لمؤثرات داخلية أو خارجية.
أسباب الاهتمام بدراسة السلوك التنظيمي تشمل:
1. العنصر الإنساني كأحد المحددات الأساسية للكفاءة الإنتاجية والإدارية. لا توجد قيمة لعناصر الإنتاج المختلفة بدون الإنسان، فهو المصدر الأساسي لكل قيمة.
2. دراسة سلوك الأفراد في أي منظمة وفهم دوافعهم واحتياجاتهم يقلل من أثر التنظيمات غير الرسمية وينهي الصراعات بين الأفراد أو بينهم وبين الإدارة.
3. تفاعل المديرين مع الموظفين وتوجيههم بشكل صحيح، حيث يحتاج المدير لفهم طبيعة أفراد منظمته ودوافعهم السلوكية.
مما سبق، نستنتج أن العنصر الإنساني وأفعاله يمكن أن يكون لهما أثر إيجابي يعزز أهداف المنظمة أو أثر سلبي يعيق تحقيقها نتيجة التناقض بين أهداف الأفراد وأهداف المنظمة.
وفي الختام، تشير العديد من الدراسات السلوكية إلى أن السلوك الإيجابي هو أحد أهم العوامل التي تؤثر على نجاح المنظمة. الإدارة الناجحة هي التي تعتبر ذاتها جزءاً وظيفياً من المنظمة، وتدرك أهمية وظائفها الأساسية المتمثلة في التخطيط، التنظيم، والتوجيه لتحقيق أهداف الشركة.
عدد الكلمات دون المراجع: 529
عدد الصفحات دون المراجع: 2
المراجع:
باشري، محمد، 2020، (السلوك التنظيمي)، موقع مكتبة نور، تم الاسترجاع من الرابط التالي، https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85%D9%8A-pdf-1613979588
الفاتح، محمد، 2015، (السلوك التنظيمي)، موقع مكتبة نور، تم الاسترجاع من الرابط التالي، https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85%D9%8A-pdf